إبدال الواو والياء تاء
الامثلة :
1- اتقى الله امرؤ فعل خيرا – اتصل حبل الود – اتجه موسى إلى مدين المتقون فى سعادة ونعيم – حبل الود متصل – موسى – متجه إلى مدين قال الأعشى :
فإن تتعدنى أتعدك بمثلها... وسوف أزيد الباقيات القوارضا[1]
اتسر الأمر – الأمر متسر
2- إيتزر – ايتكل – أوتمن
الإيضاح :
لو تأملنا الكلمات التى تحتها خط فى الأمثلة رقم (1) لوجدنا أن الفعل (اتقى) مأجوذ من الفعل (وقى) فأصله (اوتقى). واتصل مأخوذ من الفعل (وصل) فأصله (اوتصل) واتجه مأخوذ من (الوجهة) فأصله (اوتجه) والمتقون أصلها الموتقون ومتصل أصلها موتصل وموتجه أصلها موتجه.
وفى قول الأعشى تتعدنى أتعدك، مأخوذتان من (الوعد) فأصلها (توتعدنى) (أو تعدك). وبالملاحظة أن الواو فى جميع هذه الكلمات وقعت فاء الكلمة فى وزن (افتعل) وما تصرف منه، وليست مبدلة من حرف آخر. ولذلك وجب إبدال الواو تاء، وادغامها فى تاء الافتعال. أما الكلمتان (اتسر ومتسر) فمأخوذتان من (اليسر) فأصلها (ايتسر) (ميتسر) أبدلت الياء فيهما تاء وأدغمت فى تاء الافتعال، لأن الياء وقعت فاء فى وزن افتعال وما تصرف منه وهى أصلية.
أما الواو والياء فى الكلمات التى فى رقم (2) وهى (ايتزر، ابتكل، اوتمن) فلم تبدلا تاء، ولذلك لأن كلا منهما ليس أصليا بل هما مبدلان من الهمزة. وقد سمع شذوذا قولهم : اتزر، واتكل، اتمن بإبدال الياء والواو تاء وادغامها فى تاء افتعال والقياس عدم الإبدال.
القاعدة :
إذا وقعت الواو أو الياء فاء الكلمة فى وزن (افتعل) وما تصرف منه، وكانت أصلية غير مبدلة من شئ، وجب إبدالهما تاء وإدغامها فى تاء الافتعال فى اللغة الفصحى فيقال اتصل – يتصل – اتصال وشذ قولهم اتزر، اتكل، اتمن.
قال ابن مالك :
ذو اللين فاتا فى افتعال ابدل # وشذ فى ذى الهمزة نحو ائتكلا
إبدال التاء طاء
الأمثلة :
قال الله تعال : (فارتقبهم واصطبر)
اصطلح المتخاصمان
قال الله تعالى : (أمن يجيب المضطر إذا دعاه)
اطلع القائد بالأمر
قال الشاعر :
هو الجواد الذى يعطيك نائلة # عفوا ويظلم أحيانا فيظطلم
الإيضاح :
من المعروف أن حروف الإطباق أربعة (الصاد، الضاد، الطاء، الظاء) والعلماء يقولون إذا وقعت التاء وزن (افتعل) وما تصرف منه حرف من حروف الإطباق وجب قلبها طاء.
وإذا تأملنا الكلمات التى تحتها خط فى الأمثلة السابقة وجدنا الفعل اصطبر أصله اصتبر، واصطلح أصله اصتلح، وكلمة مضطر أصلها مضتر، واطلع أصلها اطتلع، ويظطلم أصله يظتلم.
فالتاء فى جميعها وقعت بعد حرف من حروف الإطباق الأربعة فأبدلت طاء لثقل النطق بالتاء بعد هذه الأحرف.
القاعدة :
إذا وقع قبل التاء فى صيغة (افتعل) وما تصرف منه أحد حروف الإطباق الأربعة وهى (الصاد، الضاد، الطاء، الظاء) وجب إبدال التاء طاء تخفيفا لثقل النطق بالتاء بعد هذه الأحرف نحو اصطبر، اطلع، اضطلم.
قال ابن مالك : طاتا افتعال رد إثر مطبق
فائدة :
إذا كانت فاء الافتعال ظاء جاز فيه ثلاثة أوجه:
1- قلب التاء طاء فتقول اظطلم
2- قلب الطاء ظاء وإدغامهما فتقول اظلم بالشديد
3- قلب الظاء طاء وإدغامهما فتقول اطلم بالتشديد
وبهذه الأوجه الثلاثة روى قول الشاعر :
هو الجواد الذى يعطيك نائلة # عفوا ويظلم أحيانا فيظطلم
إبدال التاء دالا
الأمثلة :
قال الله تعالى : (وادكر بعد أمة) – (فهل من مدكر)
لا طيب للعيش مادامت منغصة # لذاته بادكار الموت والهرم
ازدان الاجتماع بحضورك – ازداد ماء النيل
اذدكر – اذكر – ادكر
الإيضاح :
تأمل الكلمات التى تحتها خط فى الامثلة السابقة تجد أن ادكر أصلها اذتكر، ومدكر أصلها مذتكر، وادكار أصلها اذتكار وبالملاحظة المتأنية يتضح لنا أن التاء وقعت فى مادة (الافتعال) وما تصرف منها، وقد سبقت بحرف الذال فأبدلت فيها التاء دالا، وأبدلت الذال دالا أخرى، وأدغمت الدالان.
أما كلمة ازدان، فأصلها ازتين، وكلمة ازداد أصلها ازتيد، أبدلت فيهما الياء ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، وأبدلت التاء دالا لوقوعها بعد حرف (الزاى) وهى فاء فى افتعل وما تصرف منه.
أما كلمة اذدكر فأصلها كما سبق اذتكر، أبدلت التاء دالا، لوقوعها بعد حرف الذال، ويجوز أن تبدل الدال ذالا وتدغم فى الذال فيقال اذكر بذال مشددة، ويجوزأن تبقى الدال وتبدل الذال دالا وتدغم الدالان فيقال ادكر وبه جاء قوله تهالى: (وادكر بعد أمة)
القائدة :
تبدل تاء الافتعال وما تصرف منه دالا إذا كانت فاء الافتعال دالا أو ذالا أو زايا نحو إذان، ادخل، ازدهى، وذلك استتثقالا للنطق بالتاء بعد هذه الأحرف الثلاثة.
وإذا كانت فاء الافتعال وما تصرف منه ذالا جاز فيه ثلاثة أوجه :
1- إبدال التاء دالا مع بقائها فتقول من ذكر اذدكر
2- إبدال الدال ذالا وإدغامها فى الذال فتقول اذكر
3- إبدال الذال ذالا وإدغامها فى الدال فتقول ادكر
وإن كانت تاء الافتعال زايا جاز وجهان :
1- إبدال التاء دالا فتقول من زجر ازدجر، ومنه قوله تعالى (ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر).
2- أبدال الدال زايا وإدغامها فى الزاى فتقول ازجر.
وإلى هذا أشار ابن مالك بقوله :
................................... # فى ادآن وازدد وادكر دالا بقى
إبدال النون ميما
الأمثلة :
1- قال الله تعالى : (فانبذ إليهم على سواء) – (إذ نبعث أشقاها)
(من بعثنا من مرقدنا) – (إن الله سميع بصير)
(إن الله عليم بذات الصدور)
2- قال صلى الله عليه وسلم : (لخوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) وقيل فى مأثور الكلام (يصبح ظمآن وفى البحر فمه)
الإيضاح :
نلاحظ عند نطق الكلمات التى تحتها خط فى الآيات الكريمة رقم (1) أن النون الساكنة فى (انبذ – لنبعث – من بعثنا) والتنوين فى (سميع بصير)
(عليم بذات الصدور) قد أبدل كل منهما عند النطق بهما ميما لمجئ حرف الباء بعد هما أما كلمة (فم) فى رقم (2) فالميم فيها مبدلة من الواو، إذ أصلها فوه بدليل جمعها على (أفواه) وهذا استعمال شائع فى اللغة.
القاعدة :
1- اطرد فى اللغة إبدال النون الساكنة، والتنوين عند النطق بهما ميما إذا وقع بعدهما حرف الباء، ولا فرق بين أن يكونا فى كلمة واحدة أو فى كلمتين نحو (انبعث، من بعثنا، سميع بصير) وأثر هذا الإبدال فى اللفظ فقط، وأما فى الكتابة فلا يتغير شئ منهما عن أصله.
2- جاء فى اللغة إبدال الواو ميما فى كلمة واحدة وهى (فم) وأصله فوه أبدلت الواو ميما.
3- إبدال النون ميما فى غير ما تقدم شاذ، ومن ذلك قولهم بنام فى بنام وقولهم حمظل فى حنظل.
وشذ العكس بإبدال الميم نونا فى قولهم أسود قاتن يريدون قائم. وإلى هذا أشار ابن مالك بقوله :
وقبل (با) اقلب ميما النون إذا # كان مسكنا كمن بت انبذا
إبدال تاء التأنيث هاء
الأمثلة :
1- رحمة الله واسعة، ونعمه سابغة – حمزة أسد الله – صلاة بخشوع مقبولة، فتاة مؤمنة خير من مشركة.
2- قال الله تعالى : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات....
الإيضاح :
الكلمات التى تحتها خط فى الأمثلة رقم (1) (رحمة – واسعة – سابغة – حمزة – مقبولة – مؤمنة – مشركة) كلها مختومة بتاء التأنيث المتحركة الحرف الذى قبلها مفتوحة أما الكلمتان (صلاة، وفتاة) فتاء التأنيث فيهما مسبوقة بساكن معتل.
ولا يخفى أن جميع هذه الكلمات أسماء مفردة. وعند الوقف على هذه الكلمات نلاحظ أن تاء التأنيث أبدلت هاء وهذا هو الأرجح. أما الوقف عليها بالتاء من غير إبدال فهو قليل الاستعمال. فإن كانت التاء فى جمع المؤنث السالم كما فى الجموع التى اشتعملت عليها الآية الكريمة فى رقم (2) فالأرجح الوقف عليها بالتاء، وقد سمع فى لغة العرب إبدال التاء هاء فى جمع المؤنث السالم ومن ذلك قولهم (دفن البناه من المكرماه) أى (دفن البناه من المكرمات). ومثل جمع المؤنث السالم ما ألحق به نحو أولات، وعرفات.
القاعدة :
1- تبدل تاء التأنيث هاء عند الوقف على الأرجح فى الإسم المفرد، إذا كان ما قبل التاء مفتوحا نحو فاطمة، أو ساكنا معتلا نحو صلاة ويقل الوقف بالتاء من غير إبدال.
2- إذا كانت التاء فى جمع المؤنث السالم، وما ألحق به نحو مسلمات، عرفات فالأرجح الوقف بالتاء من غير إبدال وقد سمع إبدالها هاء.
3- التاء فى الأفعال نحو قامت وفى الحروف نحو ربت، وفى الاسم وقبلها ساكن صحيح نحو أخت، يجب الوقف عليها بالتاء من غير إبدال.
4- إبدال الهاء من غير تاء التأنيث مقصور على السماع ومن ذلك قولهم هياك أن تفعل أى إياك، وقولهم : هراق الماء – أى أراقه – إلى غير ذلك.
ويلاحظ أن هذا الموضع من مواضع الإبدال يذكره أكثر العلماء فى باب الوقف ويكتفون بذلك عن إعادته فى باب الإبدال.
موجز لما سبق من مواضع الابدال المختلفة
أولا : إبدال الواو والياء تاء
تبدل الواو والياء تاء إذا وقعتا فاء الكلمة فى وزن (افتعل) وما تصرف منه وكانتا أصليتين، وتدغم فى تاء الإفتعال نحو اتصل – متصل – اتصال ونحو اتسر – يتسر – متسر – اتسار.
ثانيا : عبدال اتاء طاء
تبدل التاء طاء إذا وقعت بعد حرف من حروف الإطباق الأربعة وهى (الصاد، الضاد، الطاء، الظاء) وكانت فى صيغة (افتعل) وما تصرف منها نحو اصطبر، اضطرب، اطلع، اظطلم.
وإذا كانت فاء الافتعال ظاء جاز ثلاثة أوجه :
أ- إبدال التاء طاء مع بقائها نحو اضطلم
ب- إبدال الطاء ظاء فتقول اظلم بالإدغام
ت- إبدال الظاء طاء فتقول اطلم بالإدغام
ثالثا : إبدال التاء دالا
تبدل تاء الافتعال وما تصرف منه دالا إذا كانت فاء الافتعال دالا أو ذالا أو زايا نحو ادّان – ادّكر ازدهى. وإذا كانت فاء الافتعال ذالا جاز ثلاثة أزجه :
أ- إبدال التاء دالا مع بقائها تقول اذدكر
ب- إبدال الذال دالا وإدغامها فى الدال تقول ادّكر
ت- إبدال الدال ذالا وإدغامها فى الذال تقول اذّكر
وإذا كانت فاء الافتعال زايا جاز وجهان :
أ- إبدال التاء دالا مع بقائها تقول ازدجر
ب- إبدال الدال زايا وادغام الزاى فى الزى تقول ازّجر
رابعا : إبدال النون ميما
تبدل النون الساكنة وكذا التنوين ميما عند النطق بهما غذا جاء بعدهما حرف الباء سواء أكانا فى كلمة واحدة نحو انبعث أو كلمتين نحو من بعثنا – سميع بصير.
خامسا : إبدال تاء التأنيث هاء
تبدل تاء التأنيث هاء عند الوقف على الأرجح فى الاسم المفرد إذا كان ما قبلها مفتوحا نحو عائشة أو ساكنا معتلا نحو فتاة. والأرجح فى جمع المؤنث السالم وما ألحق به الوقوف عليه بالتاء نحو مسلمات و عرفات.
0 Response to "الكتابة القصيرة فى علم البلاغة عن مباحث الخبر "
Posting Komentar
saran dan kritikan dari pembaca amat sangat sy harapkan